ملخص كتاب فن اللامبالاة – مارك مانسون

يقدم لنا مارك مانسون في كتابه "فن اللامبالاة" أفكار مبتكرة في مجال تطوير الذات، حيث يعرض لنا أهمية فن اللامبالاة في تحقيق السعادة والوصول إلى أهدافنا.

ملخص كتاب فن اللامبالاة - مارك مانسون
ملخص كتاب فن اللامبالاة - مارك مانسون

تلخيص كتاب “فن اللامبالاة” وهو كتاب يستكشف كيفية تحسين حياتك عن طريق التركيز على أمور معينة وتجاهل الأمور الغير مهمة. مارك مانسون يقدم وجهة نظر مختلفة حيال النجاح والسعادة، مُشيرًا إلى أن التركيز الزائد على محاولة تحقيق النجاح والتفكير المفرط فيما يعتقد الآخرون عنك يمكن أن يكون مضرًا.

الأفكار الرئيسية من كتاب فن اللامبالاة – مارك مانسون

  1. التركيز على الأمور الحقيقية: يقترح مارك مانسون أن تتركز على القيم والأهداف الحقيقية في حياتك بدلاً من الأمور السطحية والتفاصيل اليومية.
  2. قبول الحقائق الصعبة: يشجع على قبول حقائق صعبة حول الحياة والواقع بدلاً من محاولة تجاهلها.
  3. عدم الالتزام بالمعايير الاجتماعية: يدعو إلى عدم الالتزام بالتوقعات الاجتماعية والتركيز على ما تعتقد أنه مهم بالنسبة لك.
  4. التواضع واللامبالاة: يقترح أن اللامبالاة والتواضع يمكن أن تكونا طريقة أفضل للتعامل مع الحياة.

تذكر أنه يُفضل دائمًا قراءة الكتاب بالكامل لفهم الفلسفة بشكل أفضل والاستفادة من نصائح مارك مانسون حول كيفية تطبيق هذه المفاهيم في حياتك.

فن اللامبالاة مارك مانسون

هناك سؤال عادة ما يتكرر في بال كل منا وهو ماذا أريد فعلاً من الحياة أو ما هو هدفي الحقيقي في الدنيا؟؟ عندما يُسأل أغلب الناس هذا السؤال، فإن جوابهم عادةً ما يكون تحقيق السعادة.

والذي يأتي على شكل بناء أسرة أو تكوين ثروة أو الحصول على منصب أو شهادة علمية أو جسم رياضي أو حتى السفر إلى بقاع مختلفة في العالم.

ولكن في حقيقة الأمر، هذه إجابة متوقعة إلى حد يجعلها لا تعني أي شيء، فالإنسان ليس بمقدوره أن يفعل كل ما سبق. فوقت وجهد الشخص لا يتحمل كل هذه الأهداف وبالتالي العديد منا يصل إلى اللاشيء، وهذا بدوره سبب القلق والتوتر والغضب والحياة التعيسة.

ولكن هناك سؤال آخر يلفت النظر ويجعلنا نفكر بتمعن وتركيز أكثر، سؤال لا ينتبه إليه كثير من الناس وهو: ما الألم الذي ترغب فيه في حياتك؟ ما الذي تظن أنك مستعد للمعاناة والكفاح من أجله؟

الحياة بحد ذاتها نوع من أنواع المعاناة

يعاني الأثرياء بسبب ثرائهم، ويعاني الفقراء بسبب فقرهم، ويعاني من ليس لديه أسرة بسبب عدم وجود أسرة، ويعاني من لديه أسرة لأن لديهم أسرة.

ويعاني الموظفون من وظائفهم، ويعاني العاطلون عن العمل من عدم وجود وظائف لهم. فعندما تفكر ملياً في هذا السؤال، فإنك ستعرف بالتحديد ما تريده من الحياة.

وهنا يأتي دور فن اللامبالاة، حيث أن عدم الإفراط في الإهتمام هو ما سينقذ حياتك، فبها ستقبل أن العالم مكان سيء. وأن هذا الشيء لابأس به لأن العالم كان هكذا على الدوام وسيضل هكذا على الدوام.

لفهم معنى فن اللامبالاة، عليك مراعاة النقاط الثلاثة التالية

  1. أولاً: أن عدم الاهتمام الزائد لا يعني عدم الاكتراث مطلقاً، بل هو يعني أن تهتم على النحو الذي يريحك.
  2. ثانياُ: أنه لكي لا تهمك الصعاب، لا بد لك من الاهتمام بالشيء الأكثر أهمية بالنسبة لك، والذي تحدده عندما تجيب عن سؤال الألم والمعاناة، أما باقي الاشياء عليك أن لا تكترث بها.
  3. ثالثاً: سواء أدركت هذا أو لم تدركه، فإنك تختار دائما ما تمنحه أهتمامك.

الفكرة: الحياة مليئة بمختلف أنواع المعاناة، لذلك يجب أن تختار المعاناة التي ستكافح من أجلها.

في عام 1983، تم طرد عازف الغيتار “ديف موستين” من فرقته الموسيقية، وقد وقعت هذه الفرقة لتوها عقداً لتسجيل أول ألبوم لها. وكان هذا الطرد قبل يومين فقط من البدأ بالتسجيلات وبدون سابق إنذار أو مناقشة، حيث قاموا بإيقاضة ذات اليوم وتسليمه تذكرة العودة.

وبينما كان “ديف” جالساً في الحافلة المتجهه إلى لوس انجلوس، كان متضايقاً ومهموماً بما حدث، حيث أن الحصول على عقود التسجيلات لم يكن بالأمر السهل ومن الممكن أن يكون قد ضاعت عليه فرصة العمر.

ولكنه بعد فترة تمكن من تجاوز هذه الهموم وقرر أن ينشأ فرقة جديدة، سيكون بمقدورها التفوق على الفرقة الأولى وجعل زملائه القداما يشعرون بالندم نتيجة لطرده منها.

ففكرة الانتقام لم تغادر تفكيره. وفعلاً تمكن “ديف” من إنشاء فرقة جديدة، وبعد عامين تمكنت الفرقة من تسجيل ألبومها الأول والذي دخل القائمة الذهبية.

كانت فرقته الجديدة هي فرقة “Megadeth” ذات الشهرة الأسطورية والتي بلغت مبيعات ألبوماتها أكثر من 25 مليون نسخة، كما أنها تمكنت من عزف موسيقاها في مختلف أاقطار العالم.

ولكن لسوء حظ “ديف” كانت فرقته التي طردته هي “Metallica” والتي تعتبر واحدة من أعظم فرق موسيقى الروك على الأطلاق حيث أنها تمكنت من بيع أكثر من 180 مليون ألبوم حول العالم.

وفي مقابلة خاصة لديف، صرح فيها بأنه يعتبر نفسه شخصاً فاشلاً رغم كل الإنجازات التي حققها. وذلك لأنه لم يتمكن من التغلب على فرقته التي طردته، تعتبر هذه القصة مثال حي على أهمية اختيار القيم والمعايير الصحيحة عندما نقيس نجاحنا أو فشلنا.

حيث أن “ديف” كان يقيس نجاحة أو فشله بمعيار تغلبه على فرقته التي طردته، وبالتالي كتب على نفسه الفشل الدائم.

ومن هنا يتضح أن هناك قيم ومقاييس جيدة وأخرى سيئة، وتُعرف المقاييس الجيدة على أنها مؤسسة على الواقع، وبناءة إجتماعياً، ويمكن ضبطها وقياسها مثل الصدق والأمانة والدفاع عن النفس والآخرين والإحسان والتواضع.

وفي المقابل، تُعرف القيم السيئة علي أنها خرافية أوخيالية، وهدامة اجتماعياً، ولا يمكن ضبطها وقياسها. مثل الهيمنة أو السيطرة من خلال العنف، والسعي لإرضاء الجميع، والثراء من أجل الثراء، والحرص على احتلال مركز الإهتمام على الدوام.

الفكرة: إذا كنت راغباً في تغيير نظرتك إلى مشكلاتك، فإن عليك أن تغير ماتعتبره ذا قيمة كبيرة وتغير القيم التي تقيس بها نجاحك أو فشلك.

كان ويليام جيمس ينحدر من أسرة ثرية

ويليام جيمس (1842-1910) هو واحد من أكثر الفلاسفة نفوذا في الثقافة الأمريكية المعاصرة. حيث كان أبوه أحد أبرز رجال الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية.

ولكن “ويليام جيمس” كان يعاني منذ ولادته من مشاكل صحية عديدة والتي كانت تهدد حياته بإستمرار. فقد أصيب في طفولته بمرض في عينيه جعله يصاب بالعمى لفترة مؤقته، كما كان عادةً ما يصاب بألم فضيع في المعدة يجعله يتقيء بأستمرار. وكذالك كان لديه مشاكل مختلفة في السمع وتشنجات في الظهر تجعله عاجز عن الجلوس أو الوقوف.

وبسبب هذه المشاكل، كان ويليام يقضي معظم وقته في البيت ولم يكن له أصدقاء كثر، حيث كان يمضي أوقاته بالرسم، وعندما كبر وصار رجلاً، لم يقبل أحد شراء أعماله، لذالك قرر أبوه أن يستخدم علاقاته الواسعة لتأمين مقعد لجيمس في كلية الطب بجامعة هارفرد وهي جامعة خاصة غير ربحية.

ولكن وليام لم يكن مرتاحاً في هذا التخصص، حيث أن مشاكله المرضية المختلفة كانت تعيقه عن دراسة الطب. فما لبث أن ترك الجامعة وقرر أن يذهب مع مجموعة من علماء الانثروبولوجية وما يعرف بعلم الإنسان إلى غابات الأمزون.

وتكرر فشله من جديد حيث لم يتحمل جسده الضعيف الأجواء القاسية هناك. وعاد من جديد إلى الولايات المتحدة الامريكية حيث أصيب بإكتئاب عميق وبدأ يخطط لأنهاء حياته.

ولكنه في يوم من الأيام كان يقرأ محاضرات للفيلسوف “تشارلز بيرس” والتي كان فحوا فلسفته أن على الإنسان أن يعتبر نفسه مسؤولاَ مائة بالمائة عن كل حدث يحدث في حياته.

بصرف النظر عمن هو ملوم فيه، فقرر “جيمس” أن يتبنى هذه الفكرة، فما كانت النتيجة إلى أن صار “وليام جيمس” أب علم النفس الأمريكي، حيث ترجمت أعماله إلى عشرات اللغات المختلفة.

كما أنه أصبح مدرساً في جامعة هارفرد، واصبح يجوب العالم لإلقاء محاضراته. وقد أطلق على هذه الفكرة التي تبناها إسم “الولادة من جديد” ونسب إليها الفضل فيما حدث له.

وفحوى هذه القصة هو أن على الانسان أن يدرك ويؤمن بأنه مسؤول عن كل ما يحدث له بصرف النظر عن الظروف الخارجية المحيطة. فهو بكل تأكيد ليس قادراً على التحكم بما يحدث أو سيحدث له، ولكنه قادر دائما على التحكم بكيفية تفسيره لها، إضافة إلى تحكمه بكيفية الإستجابة لها.

الفكرة: تحمل المسؤولية عن كل شيء يحدث في حياتك بصرف النظر عمن هو ملوم فيه.

يعتبر الموت إحدى الحقائق التي لا يمكن لأي شخص أن ينكرها

فكل نفس ذائقة الموت، ورغم أن هذه الحقيقة تعتبر صعبة وغير مريحة لكثير من الناس، إلا أنها دائماً ما يكون لها تأثير كبير في طريقة عيشنا والقرارات التي نتخذها.

ولكي نشرح أهمية الدور الذي تلعبه فكرة الموت في حياتنا دعونا نلقي نظرة على كتاب “إيرنست بيكر” “إنكار الموت” الذي يعتبر واحد من أكبر الأعمال الفكرية والفلسفية أثراً خلال القرن العشرين. حيث أنه كتبه وهو على فراش الموت بعد إصابته بسرطان القولون، ويحوي هذا الكتاب فكرتين أساسيتين.

الأولى: هي أن الإنسان كائن فريد من نوعه يختلف إختلافاً كليا عن بقية الكائنات الحية في قدرته على التصور والتخيل والتفكير حيث يستطيع أن يتصور نفسه في حالات إفتراضية في الماضي أو الحاضر أو المستقبل، وبالتالي يدرك حتمية موته في لحظة ما.

وهذا ما يولد لديه ما يسمى برعب الموت وهو قلق وجودي يستبطن كل ما نفكر فيه وكل ما نفعله. وهذا يقودنا إلى الفكرة الثانية: من كتاب “بيكر” وهي أن إدراك حقيقة أننا سنفنى في يوم من الأيام يجعلنا نفكر ونعمل على ترك بصمة وأثر تبقى بعد أن تفنى أجسادنا.

وهذا ما اسماه بـ “مشروع الخلود” الذي سيخلد أسماءنا عبر التاريخ. لذلك قامت العديد من الشخصيات المشهورة عبر التاريخ بتطبيق هذه الفكرة عن طريق وضع أسمائهم على المباني أو نحت تماثيل لهم أو رسم لوحات فنية تخلدهم أو حتى تأليف كتاب.

وكذلك، يمكننا القول أن الحضارة البشرية ما هي إلا نتيجة لمشاريع خلود أقامها رجال ونساء عاشوا قبلنا فكونوا المدن والحكومات والسلطات. وأسسوا السياسة والرياضة و الفن والاختراعات التكنولوجية.

وتعتبر فكرة “مشروع الخلود” من الأفكار السلبية وذلك لأنها على المستوى الجماعي قد تؤدي إلى إندلاع الحروب أو الثورات أو حالات القتل الجماعي.

كما حدث في الحرب العالمية الأولى والثانية وحتى على المستوى الفردي، فإن فشل الإنسان في تحقيقه لمشروع الخلود يؤدي إلى القلق الشديد والاكتئاب.

ولحسن الحظ، هناك طريقة تستطيع من خلالها أن تتغلب على هذه الفكرة وهي بكل بساطة أن تستخدم فن اللامبالاة حيث تقوم بالتركيز على الحاضر واللحظة الحالية.

الفكرة: تخلص من أفكار مشروع الخلود، فالموت حق.